فصل: كتاب الطَّهَارَة:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الدراية في تخريج أحاديث الهداية




.مُقَدّمَة الْكتاب:

بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم
الْحَمد لله عَلَى التَّوْفِيق إِلَى الْهِدَايَة وسلوك طَرِيق أهل الدِّرَايَة وَأشْهد أَن لَا إِلَه إِلَّا الله وَحده لَا شريك لَهُ وَله عَلَى ذَلِك فِي كل شَيْء آيَة وَأشْهد أَن مُحَمَّدًا عَبده وَرَسُوله الَّذِي لَهُ فِي الشّرف أَعلَى غَايَة وَفِي السؤدد أقْصَى نِهَايَة صَلَّى الله عَلَيْهِ وَعَلَى آله وَصَحبه صَلَاة وَسلَامًا دائمين مَا استلزمت النِّهَايَة والبداية أما بعد فإنني لما لخصت تَخْرِيج الْأَحَادِيث الَّتِي تضمنها شرح الْوَجِيز للْإِمَام أبي الْقَاسِم الرَّافِعِيّ وَجَاء اختصاره جَامعا لمقاصد الأَصْل مَعَ مزِيد كثير كَانَ فِيمَا راجعت عَلَيْهِ تَخْرِيج أَحَادِيث الْهِدَايَة الْكتاب الآخر لينْتَفع بِهِ أهل مذْهبه كَمَا انْتفع أهل الْمَذْهَب فأجبته إِلَى طلبه وبادرت إِلَى وفْق رغبته فلخصته تلخيصا حسنا مُبينًا غير مخل من مَقَاصِد الأَصْل إِلَّا بِبَعْض مَا قد يُسْتَغْنَى عَنهُ وَالله الْمُسْتَعَان فِي الْأُمُور كلهَا لَا إِلَه إِلَّا هُوَ.
وَهَذِه فهرسة كتبه: الطَّهَارَة الصَّلَاة الْجَنَائِز الزَّكَاة الصَّوْم الْحَج النِّكَاح وتوابعه الْعتْق وتوابعه الْإِيمَان وَالنُّذُور الْحُدُود وَالسير وَفِيه الْجِزْيَة وَالْمُوَادَعَة والبغاة وَأَحْكَام الْمُرْتَدين واللقيط واللقطة والآبق والمفقود وَالشَّرِكَة الْوَقْف الْبيُوع الصّرْف الْحِوَالَة وَالْكَفَالَة الْقَضَاء والشهادات وَفِيه الْوكَالَة وَالدَّعْوَى وَالْإِقْرَار وَالصُّلْح الْمُضَاربَة والوديعة الْعَارِية الْهِبَة الْإِجَارَة الْمكَاتب الْوَلَاء الْإِكْرَاه الْحجر الْغَصْب الشُّفْعَة الْقِسْمَة الْمُزَارعَة الْمُسَاقَاة الذَّبَائِح الْأُضْحِية الْكَرَاهِيَة إحْيَاء الْموَات الْأَشْرِبَة الصَّيْد الرَّهْن الْجِنَايَات الدِّيات الْقسَامَة الْعُقُول الْوَصَايَا آخر الْكتاب.

.كتاب الطَّهَارَة:

قَوْله رَوَى الْمُغيرَة بن شُعْبَة «أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَتَى سباطة قوم فَبَال قَائِما وَتَوَضَّأ وَمسح عَلَى ناصيته وخفيه» انْتَهَى وَهَذَا منتزع من حديثين:
- أما حَدِيث السباطة فَرَوَاهُ ابْن ماجه من طَرِيق شُعْبَة عَن عَاصِم هُوَ ابْن أبي النجُود عَن أبي وَائِل عَن الْمُغيرَة بن شُعْبَة «أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَتَى سباطة قوم فَبَال قَائِما» قَالَ شُعْبَة قَالَ عَاصِم وَهَذَا الْأَعْمَش يرويهِ عَن أبي وَائِل عَن حُذَيْفَة وَمَا حفظه.
قَالَ شُعْبَة فَسَأَلت منصورا فَحَدَّثَنِيهِ عَن أبي وَائِل عَن حُذَيْفَة انْتَهَى.
قلت قد وَافق عَاصِمًا عَلَيْهِ حَمَّاد بن أبي سُلَيْمَان كَمَا بَينته فِي شرح التِّرْمِذِيّ وَقَول عَاصِم إِن الْأَعْمَش مَا حفظه لَيْسَ بمقبول لموافقة مَنْصُور لَهُ وهما أحفظ من عَاصِم وَحَمَّاد لَكِن الَّذِي يظْهر أَن الحَدِيث عِنْد أبي وَائِل عَنْهُمَا مَعًا لِأَن فِي رِوَايَة الْأَعْمَش وَمَنْصُور زِيَادَة لَيست فِي رِوَايَة عَاصِم وَالله أعلم.
وَطَرِيق الْأَعْمَش مُتَّفق عَلَيْهِ وفيهَا ذكر مسح الْخُف عِنْد مُسلم.
- وَأما حَدِيث الْمسْح عَلَى الناصية والخفين فَأخْرجهُ مُسلم من رِوَايَة عُرْوَة ابْن الْمُغيرَة عَن أَبِيه «أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَوَضَّأ وَمسح بناصيته وَعَلَى الْعِمَامَة وَعَلَى الْخُفَّيْنِ».
وَفِي الْمسْح عَلَى الْعِمَامَة أَحَادِيث مِنْهَا حَدِيث أنس: «رَأَيْت النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يتَوَضَّأ وَعَلِيهِ عِمَامَة قطرية فَأدْخل يَده من تَحت الْعِمَامَة فَمسح مقدم رَأسه وَلم ينْقض الْعِمَامَة» أخرجه أَبُو دَاوُد وَالْحَاكِم.
- حَدِيث: «إِذا اسْتَيْقَظَ أحدكُم من مَنَامه فَلَا يغمس يَده فِي الْإِنَاء حَتَّى يغسلهَا ثَلَاثًا فَإِنَّهُ لَا يدْرِي أَيْن باتت يَده» أخرجه مُسلم من طَرِيق عبد الله بن شَقِيق عَن أبي هُرَيْرَة بِهَذَا إِلَّا أَنه قَالَ: «من نَومه».
وَأخرجه من رِوَايَة أبي صَالح عَن أبي هُرَيْرَة أَيْضا بِلَفْظ: «إِذا قَامَ أحدكُم من اللَّيْل» الحَدِيث.
وَأخرجه البُخَارِيّ من طَرِيق الْأَعْرَج عَنهُ بِلَفْظ: «إِذا اسْتَيْقَظَ أحدكُم من نَومه فليغسل يَده قبل أَن يدخلهَا فِي الْإِنَاء» الحَدِيث ذكره بِلَفْظ الْأَمر بِالْغسْلِ وَلم يذكر الْعدَد.
وَأخرجه الْبَزَّار من طَرِيق ابْن سِيرِين عَن أبي هُرَيْرَة بِلَفْظ: «فَلَا يغمسن يَده فِي طهوره» بِزِيَادَة نون التَّأْكِيد فِي «يغمسن» وَهِي مُوَافقَة لإيراد الأَصْل.
وَفِي الْبَاب عَن جَابر أخرجه ابْن ماجه بِلَفْظ: «إِذا قَامَ أحدكُم من النّوم فَأَرَادَ أَن يتَوَضَّأ فَلَا يدْخل يَده فِي وضوئِهِ حَتَّى يغسلهَا فَإِنَّهُ لَا يدْرِي أَيْن باتت يَده وَلَا عَلَى ما وضعهَا».
- حَدِيث: «لَا وضوء لمن لم يسم الله تَعَالَى» لم أَجِدهُ بِهَذَا اللَّفْظ.
وَرَوَى أَبُو دَاوُد وَابْن ماجه وَالْحَاكِم من طَرِيق يَعْقُوب بن سَلمَة عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة رَفعه: «لَا صَلَاة لمن لَا وضوء لَهُ وَلَا وضوء لمن لم يذكر اسْم الله عَلَيْهِ».
وَوَقع فِي رِوَايَة الْحَاكِم يَعْقُوب ابْن أبي سَلمَة فَظَنهُ الْمَاجشون فصححه عَلَى شَرط مُسلم فَوَهم. وَيَعْقُوب بن سَلمَة هُوَ اللَّيْثِيّ مَجْهُول الْحَال.
وَأخرجه الدَّارَقُطْنِيّ من رِوَايَة أَيُّوب النجار عَن يَحْيَى بن أبي كثير عَن أبي سَلمَة عَن أبي هُرَيْرَة بِلَفْظ: «مَا تَوَضَّأ من لم يذكر اسْم الله عَلَيْهِ» وَرِجَاله ثِقَات إِلَّا أَن أَيُّوب لم يسمعهُ من يَحْيَى فقد ثَبت عَنهُ أَنه قَالَ لم أسمع من يَحْيَى إِلَّا حَدِيثا وَاحِدًا.
وَفِي الْبَاب عَن أبي سعيد أخرجه ابْن ماجه وَالْحَاكِم من طَرِيق كثير بن زيد عَن ربيح بن عبد الرَّحْمَن بن أبي سعيد عَن أَبِيه عَن أبي سعيد بِاللَّفْظِ الأول.
وأسنده الْحَاكِم إِلَى الْأَثْرَم قَالَ سَأَلت أحمد عَن التَّسْمِيَة فِي الْوضُوء فَقَالَ أحسن مَا فِيهَا حَدِيث كثير ابْن زيد وَعَن سعيد بن زيد أخرجه التِّرْمِذِيّ وَابْن ماجه وَالْحَاكِم من طَرِيق رَبَاح بن عبد الرَّحْمَن أَنه سمع جدته بنت سعيد بن زيد تحدث أَنَّهَا سَمِعت أَبَاهَا.
وَنقل التِّرْمِذِيّ عَن البُخَارِيّ أَنه قَالَ أحسن شَيْء فِي هَذَا حَدِيث رَبَاح وَعَن أحمد قَالَ لَا أعلم فِي هَذَا الْبَاب حَدِيثا لَهُ إِسْنَاد جيد.
وَقَالَ ابْن أبي حَاتِم لَيْسَ عندنَا بِذَاكَ الصَّحِيح.
وَعَن سهل بن سعد أخرجه ابْن ماجه من رِوَايَة عبد الْمُهَيْمِن بن عَبَّاس بن سهل عَن أَبِيه عَن جده.
وَعَن أبي سُبْرَة أخرجه الطَّبَرَانِيّ من رِوَايَة عبد الله بن سُبْرَة عَن جده أبي سُبْرَة بِهِ.
وَفِي هَذَا الْبَاب عَن أنس قَالَ: «طلب بعض أَصْحَاب النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وضُوءًا فَقَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَل مَعَ أحد مِنْكُم مَاء فَوضع يَده فِي المَاء وَقَالَ توضئوا بِسم الله» الحَدِيث أخرجه ابْن خُزَيْمَة وَالنَّسَائِيّ ترْجم عَلَيْهِ النَّسَائِيّ ثمَّ الْبَيْهَقِيّ بَاب التسيمة عِنْد الْوضُوء.
وَعَن عبد الله بن مَسْعُود سَمِعت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول: «إِذا تطهر أحدكُم فليذكر اسْم الله فَإِنَّهُ يطهر جسده كُله» الحَدِيث أخرجه الْبَيْهَقِيّ من طَرِيقه وَمن طَرِيق أبي هُرَيْرَة وَابْن عمر وأسانيدها ضَعِيفَة.
وَعَن عَائِشَة «كَانَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذا مس طهُورا سَمّى الله» أخرجه الدراقطني وَإِسْنَاده ضَعِيف.
ويعارض ذَلِك كُله حَدِيث رِفَاعَة بن رَافع فِي قصَّة الْمُسِيء صلَاته «إِذا قُمْت فَتَوَضَّأ كَمَا أَمرك الله» الحَدِيث وَلَيْسَ للتسمية فِي ذكر أخرجه أَصْحَاب السّنَن وَأَصله فِي الصَّحِيح من حَدِيث أبي هُرَيْرَة بِدُونِ هَذِه الزِّيَادَة.
وَعَن المُهَاجر بن قنفذ قَالَ: «أتيت النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يتَوَضَّأ فَسلمت عَلَيْهِ فَلم يرد عَلّي فَلَمَّا فرغ قَالَ إِنَّه لم يَمْنعنِي أَن أرد عَلَيْك إِلَّا أَنِّي كنت عَلَى غير وضوء» أخرجه أَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيّ وَابْن حبَان وَابْن خُزَيْمَة وَالْحَاكِم.
وَوجه الدّلَالَة مِنْهُ أَنه امْتنع من ذكر الله قبل الْوضُوء فَكيف يُوجب التَّسْمِيَة حِينَئِذٍ وَهِي من ذكر الله وفيهَا من التَّصْرِيح بذلك مَا لَيْسَ فِي السَّلَام.
وَعَن ابْن عمر قَالَ: «مر النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسلم عَلَيْهِ رجل فَلم يرد عَلَيْهِ حَتَّى ضرب بِيَدِهِ الْحَائِط فَتَيَمم ثمَّ قَالَ لَهُ إِنَّه لم يَمْنعنِي أَن أرد عَلَيْك إِلَّا أَنِّي لم أكن عَلَى طَهَارَة» أخرجه أَبُو دَاوُد وَرجح وَقفه.
وَعَن أبي الْجُهَيْم «أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أقبل من نَحْو بِئْر جمل فَلَقِيَهُ رجل فَسلم عَلَيْهِ فَلم يرد عَلَيْهِ حَتَّى أقبل عَلَى الْجِدَار فَمسح وَجهه وَيَديه ثمَّ رد عَلَيْهِ السَّلَام» أَخْرجَاهُ.
وَعَن ابْن عمر قَالَ: «مر رجل وَرَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَبُول فَسلم عَلَيْهِ فَلم يرد عَلَيْهِ» أخرجه مُسلم وَلم يذكر فِيهِ التَّيَمُّم أخرجه الْبَزَّار من وَجه آخر فَقَالَ فِيهِ «فَرد عَلَيْهِ وَقَالَ إِنَّمَا رددت عَلَيْك خشيَة أَن تَقول سلمت عَلَيْهِ فَلم يرد عَلّي فَإِذا رَأَيْتنِي هَكَذَا فَلَا تسلم عَلّي فَإِنِّي لَا أرد عَلَيْك» وَفِي إِسْنَاده أَبُو بكر رجل من آل عمر قَالَ عبد الْحق هُوَ ابْن عمر بن عبد الرَّحْمَن بن عبد الله بن عمر قَالَ فِيمَا أعلمهُ وَتعقبه ابْن الْقطَّان وَقَالَ من أَيْن لَهُ أَنه هُوَ ورد عَلَيْهِ بِأَنَّهُ ورد مُصَرحًا بنسبه فِي مُسْند أبي الْعَبَّاس السراج وَله شَاهد من حَدِيث جَابر أخرجه الْبَزَّار أَيْضا وَابْن ماجه.
وَفِي الْبَاب حَدِيث ابْن عَبَّاس فِي قصَّة مبيته عِنْد خَالَته مَيْمُونَة وَوَصفه لصَلَاة النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِاللَّيْلِ ووضوئه وَلَيْسَ فِيهِ أَنه سَمّى وَفِيه أَيْضا أَنه قَرَأَ أول مَا انتبه من النّوم خَوَاتِم سُورَة آل عمرَان.
- حَدِيث: «أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يواظب عَلَى السِّوَاك» مُتَّفق عَلَيْهِ من حَدِيث حُذَيْفَة «أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذا قَامَ من النّوم يشوص فَاه بِالسِّوَاكِ».
وَعَن عَائِشَة قَالَت «كَانَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذا دخل بَيته بَدَأ بِالسِّوَاكِ» أخرجه مُسلم.
وَلأبي دَاوُد من وَجه آخر عَنْهَا «أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ لَا يَسْتَيْقِظ من ليل أَو نَهَار إِلَّا تسوك قبل أَن يتَوَضَّأ».
وَعَن ابْن عمر «كَانَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا ينَام إِلَّا والسواك عِنْده فَإِذا اسْتَيْقَظَ بَدَأَ بِالسِّوَاكِ» أخرجه أحمد وَالطَّيَالِسِي وَأَبُو يعْلى.
وَعَن زيد بن خَالِد قَالَ: «مَا كَانَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يخرج من بَيته لشَيْء من الصَّلَوَات حَتَّى يستاك» أخرجه الطَّبَرَانِيّ.
وَعَن ابْن عَبَّاس قَالَ: «كَانَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي بِاللَّيْلِ رَكْعَتَيْنِ رَكْعَتَيْنِ ثمَّ ينْصَرف فيستاك» أخرجه النَّسَائِيّ وَابْن ماجه.
وَفِي الْبَاب حَدِيث عَائِشَة فِي استنانه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي مرض وَفَاته بِالسِّوَاكِ الَّذِي كَانَ مَعَ عبد الرَّحْمَن بن أبي بكر الصّديق مُتَّفق عَلَيْهِ.
وَعَن أبي هُرَيْرَة قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَوْلَا أَن أشق عَلَى أمتِي لأمرتهم بِالسِّوَاكِ مَعَ كل صَلَاة» مُتَّفق عَلَيْهِ وَقَالَ مُسلم: «عِنْد كل صَلَاة» وَفِي رِوَايَة للنسائي وَابْن خريمة وَالْحَاكِم: «عِنْد كل وضوء» وعلقها البُخَارِيّ.
وَأخرجه أَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ من حَدِيث زيد بن خَالِد وَفِيه قصَّة لزيد.
وَأخرجه ابْن عدي وَالْبَيْهَقِيّ عَن جَابر وَفِيه رفع هَذِه الْقِصَّة.
- قَوْله رَوَى «أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ عِنْد فقد السِّوَاك يعالج بالإصبع» لم أَجِدهُ من فعله وَإِنَّمَا جَاءَ من قَوْله فَأخْرج الْبَيْهَقِيّ عَن أنس مَرْفُوعا: «يجزئ من السِّوَاك الْأَصَابِع» وَذكره من طرق ووهاها وَقد صحّح أَيْضا بعض طرقه.
وَرَوَى الطَّبَرَانِيّ فِي الْأَوْسَط عَن عَائِشَة قَالَت «قلت يَا رَسُول الله الرجل يذهب فوه أيستاك قَالَ نعم قلت فَكيف يصنع قَالَ يدْخل إصبعه فِي فِيهِ» وَإِسْنَاده ضَعِيف.
- قَوْله: «أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فعل الْمَضْمَضَة والاستنشاق عَلَى الْمُوَاظبَة» لم أره صَرِيحًا هَكَذَا وَكَأن ذَلِك مَأْخُوذ من أَن الَّذين وصفوا وضوءه لم يَخْتَلِفُوا فِي ذكر الْمَضْمَضَة وَالِاسْتِنْشَاق.
فَمن ذَلِك حَدِيث عبد الله بن زيد بن عَاصِم مُتَّفق عَلَيْهِ وَفِيه: «تمضمض واستنشق واستنثر» وَكَذَا حَدِيث عُثْمَان لَكِن لَيْسَ فِيهِ: «استنثر».
وَمن ذَلِك حَدِيث ابْن عَبَّاس فِي البُخَارِيّ قَالَ فِيهِ «فَأخذ غرفَة فَتَمَضْمَض بهَا واستنشق».
وَحَدِيث الْمُغيرَة بن شُعْبَة نَحوه دون الغرفة كَذَلِك أوردهُ فِي كتاب اللبَاس.
وَحَدِيث عَلّي عِنْد أَصْحَاب السّنَن بِلَفْظ: «تمضمض واستنثر».
وَحَدِيث الْمِقْدَام بن معدي كرب فِيهِ «ثمَّ تمضمض واستنشق ثَلَاثًا» أخرجه أَبُو دَاوُد.
وَحَدِيث الرّبيع بنت معوذ أخرجه أَبُو دَاوُد وَفِيه: «ومضمض واستنشق مرّة».
وَحَدِيث أبي مَالك الْأَشْعَرِيّ أخرجه الطَّبَرَانِيّ وَأحمد وَإِسْحَاق وَابْن أبي شيبَة وَفِيه: «ومضمض واستنشق».
وَحَدِيث عَائِشَة وَأخرجه النَّسَائِيّ وَفِيه ذكر الْمَضْمَضَة والاستنشاق.
وحديث أبي بكر أخرجه الْبَزَّار وَفِيه: «ومضمض ثَلَاثًا واستنشق ثَلَاثًا».
وَحَدِيث أبي هُرَيْرَة أخرجه أحمد وَالطَّبَرَانِيّ فِي الْأَوْسَط من طَرِيق عَطاء عَنهُ وَفِيه: «تمضمض ثَلَاثًا واستنشق ثَلَاثًا».
وَأخرجه أَبُو يعْلى من طَرِيق سعيد عَن أبي هُرَيْرَة بِلَفْظ: «ثمَّ تمضمض واستنثر».
وَحَدِيث وَائِل بن حجر الْبَزَّار وَفِيه ضعف.
وَحَدِيث جُبَير بن نفير عَن أَبِيه أخرجه ابْن حبَان وَفِيه: «ثمَّ تمضمض واستنشق ثَلَاثًا».
وَحَدِيث أبي أُمَامَة أخرجه أحمد وَفِيه ضعف.
وَحَدِيث أنس أخرجه الدَّارَقُطْنِيّ وَفِيه: «ومضمض ثَلَاث مَرَّات واستنشق ثَلَاث مَرَّات».
وَحَدِيث طَلْحَة بن مصرف بن عَمْرو عَن أَبِيه عَن جده أخرجه أَبُو دَاوُد وَالطَّبَرَانِيّ وَسَيَأْتِي بعد هَذَا.
وحديث أبي أَيُّوب أخرجه إِسْحَاق وَالطَّبَرَانِيّ وَفِيه: «وَكَانَ يتمضمض ويستنشق».
وَحَدِيث ابْن أبي أَوْفَى أخرجه أَبُو يعْلى وَفِيه: «ثمَّ تمضمض واستنشق ثَلَاثًا».
وَحَدِيث الْبَراء بن عَازِب أخرجه أحمد وَفِيه: «تمضمض واستنشق».
وَحَدِيث أبي كَاهِل أخرجه الطَّبَرَانِيّ وَابْن عدي وَفِيه: «تمضمض واستنشق ثَلَاثًا ثَلَاثًا».
وَحَدِيث عبد الله بن أنيس أخرجه الطَّبَرَانِيّ فِي الْأَوْسَط وَفِيه: «ومضمض واستنشق ثَلَاثًا».